News | Team مارس 31, 2023

بطل منصة ماي ووش مايكل فينك يبحث عن فرصة لترك بصمته مع فريق الإمارات

لقد كانت رحلتي مع ركوب الدراجات مختلفة تماماً عن رحلة أغلب الدراجين المشاركين حالياً في طواف الاتحاد الدولي للدراجات. أتذكر نشأتي في نيوزلندا حيث كان لركوب الدراجات مساحة كبيرة في حياتنا، وأتذكر أنه كان يطلب منا في المدرسة اختيار إحدى الرياضات الشتوية، فيتجه أغلب الطلاب إلى الرجبي والكريكت، أما أنا فكنت اختار دائماً ركوب الدراجات الجبلية، حيث جذبني قضاء الوقت في الهواء الطلق وشعور المغامرة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت مغرماً بركوب الدراجات على الطرق المرصوفة وبرعت فيها.

 

كما أتذكر أنني انتقلت من ركوب الدراجات كهواية وأصبحت أمارس ركوب الدراجات بشكل احترافي، وأذهلني التطور الشديد الذي لاحظته في مستواي الفني. لكن أوجه التشابه كانت واضحة بين الحالتين، فلا تزال العوامل المهمة لتحقيق أعلى أداء تتمثل في التغذية السليمة واستعادة الطاقة والحصول على قدر كاف من المرطبات وجداول التدريب في حالة ممارسة ركوب الدراجات كهواية، ويزيد التركيز عليها بشكل أكبر عند الانتقال إلى المستوى الاحترافي، لاسيما في فريق الإمارات، حيث يضم هذا الفريق صفوة الدراجين في سباقات الاتحاد الدولي للدراجات، فالمعيار هنا مرتفع للغاية، وهو ما يجعل مستويات الاحتراف تختلف عن أي شيء رأيته من قبل.

 

أتذكر كذلك بعض النجاحات التي حققتها مبكراً خلال حياتي المهنية، حيث تمكنت من تحقيق الفوز في سباق الزمن وسباق الطرق المرصوفة، وكانت بلا شك لحظات لا تُنسى بالنسبة لي ولا زلت أتذكرها بفخر. وعلى الرغم من أنها لم تكن بالضرورة انتصارات شخصية، فقد فتحت لي الأبواب في أوروبا وأصبح اسمي معروفًا بالتأكيد ضمن المجموعة. وكانت منافساتي مع جيل متميز من الدراجين، وهو ما جعل التميز بمفردي أكثر صعوبة مقارنة بالتميز مع الفريق.

 

ومع مرور السنوات، بدأت الفرص تقل شيئاً فشيئاً، فتوصلت لقناعة أن رحلتي المهنية في سباق الدراجات قد انتهت. انتابني شعور بالرضا عن هذا الأمر، ودفعني هذا الرضا إلى أفضل حالات حياتي المهنية حيث دخلت في السباقات بدون توتر أو قلق. فبدأتُ بالمنافسة في بلدان عدة، فأصبحت آسيا موقعاً معتاداً في جدول سباقاتي. قدمت مجموعة من المنافسات محافظاً على أداء عالي لفترة طويلة، وأصبحت بفضل هذا الأداء الثابت جزءاً من هذا الفريق. وعلى الرغم من الأداء العالي الذي حققته على منصة ماي ووش، كانت الاختبارات الصارمة بانتظاري عندما وصلت إلى الدولة، حيث اجتزتها جميعاً لحسن الحظ.

 

منصة ماي ووش غير معروفة نسبياً في جميع أنحاء العالم، ولكنها شهرتها آخذة في التصاعد. فقد بدأت رحلتي مع البرنامج من خلال صديق لي في مدينة كرايستشيرش، فعانيت في البداية من أجل فهم المنصة، لكن بعد ثلاثة أو أربعة سباقات، أعجبتُ بها على الفور وكان لذلك مردود إيجابي بالنسبة لي. وبالطبع تختلف تجربة الدراجين مع المنصة من شخص لآخر، لاسيما أن الفعاليات مختلفة عن سباقات الطرق، حيث يبدأ الدراج السباق دائماً بعد حصوله على الراحة الكاملة. فالنظام المتبع لا يشبه المشاركة في طواف طويل، بحيث يصل الدراج إلى اليوم السابع من السباق وهو منهك تماماً. وبدلاً من ذلك، يحتاج الدراج في سباقات ماي ووش إلى بذل أقصى جهد ممكن طوال مدة السباق، تماماً مثلما يحدث في طواف فرنسا الي يقام في يوم واحد، لكن الفرق هو إجراء السباق في ساعة واحدة من الجهد المكثف.

 

وبالتركيز على موسم 2023 مع فريق الإمارات، كان سباق تور داون أندر أول سباق لي في طواف عالمي. وكان السباق قريباً من منزلي ولم تكن المراحل طويلة للغاية، لذا كان الأمر رائعاً. ولم أكن أحضر السباق بعد جولات كثيرة من التدريب حيث اعتاد الفريق على استدعائي في وقت متأخر جداً، ونظراً لمشاركتي فقط في منافسات ماي ووش. ولكن بفضل المجموعة التي شاركت معنا في الطواف والأداء العالي الذي تميز به جاي (فاين)، استغل الفريق نقاط القوة لديه وعملنا بشكل جماعي وحققنا نتائج رائعة، فسارت الأحداث بشكل لم نكن نحلم به.

 

والآن أتطلع حقاً للمنافسة في بعض سباقات المراحل الأطول خلال الموسم، وأعتقد أن هذا الأمر يناسب مهاراتي بشكل كبير كدراج نظراً لما أتمتع به من لياقة عالية وقدرة هائلة على استهلاك الأوكسجين بشكل فعال. وما يميزني أيضاً هو قدرتي على الأداء العالي تحت الظروف القاسية.

 

وأخيراً أتوجه لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة وأقول له أنني أتشرف بتمثيلكم ضمن فريق الإمارات، وأنني متحمس للغاية لهذا الموسم والانتصارات المرتقبة التي يمكننا تحقيقها كي يسعد بها جمهور فريق الإمارات في كل مكان.