News | فريق الأمارات أبريل 27, 2022

مهمة ميرزا في دولة الإمارات

كان هذا الموسم واعداً جداً بالنسبة إليَّ، فمنذ اليوم الأول في معسكرنا التدريبي الذي أقيم في إسبانيا في ديسمبر الماضي، أوضح المدربون لي أنني سأشارك في عدد أكبر من السباقات مقارنة بأي وقت مضى، ما سيمكنني من اكتساب المزيد من الخبرات مع الفريق.

 

انطلق موسمي في المملكة العربية السعودية، وكنت فخوراً جداً بمساعدتي لزميلي روي كوستا بالفوز بالمركز الثالث، فضلاً عن فوز الفريق بالمركز الثاني في تصنيف الفرق. بعد ذلك، توجهنا إلى عُمان، وتمكنا هناك من الفوز في مرحلتين. وقد كان هذان السباقان موفقين ومميزين بالنسبة إليَّ شخصياً، ولاسيما لأنهما أقيما في منطقة دول مجلس التعاون.

 

كانت مشاركتي في بطولة الإمارات للدراجات إحدى أبرز محطاتي هذا الموسم، فبعد فوزي بلقب سباقات الطرق 11 مرة في السابق، كنت عازماً على تحقيق فوزي الثاني عشر. بدأت البطولة بسباق ضد الزمن، ورغم أنني لست متخصصاً بهذا النوع من السباقات، إلا أنني تمكنت من تسجيل رقم قياسي وطني جديد لمتوسط السرعة، فضلاً عن تحطيم رقمي القياسي السابق، إذ سجلت متوسط سرعة بلغ 48.6كم على المسار الذي بلغ طوله 35كم. كنت راضياً جداً عن أدائي في هذا السباق الذي مهّد الطريق أمامي لسباق الطرق. كما كانت مشاركتي في سباق الطرق نفسه تجربة استثنائية، حيث أقيم السباق على مسار بطول 120كم، وتمكنت خلاله من تنفيذ الخطة التي وضعتها قبل السباق بشكل مثالي، ما مكَّنني من الفوز بالميدالية الذهبية للمرة الثانية عشرة على التوالي. أعتقد أنني أول دراج يتمكَّن من تحقيق هذا الرقم، لذا فإنني فخور جداً بهذا الفوز، وأتطلع إلى تحقيق الفوز الثالث عشر على التوالي في العام المقبل!

 

تزامنت هذه اللحظات الحماسية من الموسم مع بدء شهر رمضان المبارك، وهنالك عدد من الركائز الأساسية المتعلقة برمضان ما تزال حاضرة في ذهني.
بالنسبة إليَّ، يعد شهر رمضان من أهم الفترات في السنة، سواء من منظور شخصي أو رياضي. إذ يمكنني شهر رمضان من ضبط طاقتي وإعادة شحنها بعد بداية الموسم السريعة. لكن الأهم من ذلك أن رمضان يجسد وقتاً عائلياً ثميناً، ولا شيء أحبَّ إلى قلبي من لقائي مع عائلتي وقضاء الوقت مع أطفالي لتعليمهم أسباب الصيام وأهميته.

 

تساعدني ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان على البقاء على المسار الصحيح. فعلى الرغم من أن ممارسة التمارين خلال الصيام تكون أكثر صعوبة، إلا أنها ضرورية للحفاظ على مستوى لياقتي البدنية لضمان قدرتي على خوض المنافسات فور انتهاء رمضان. لهذا فإنني أتدرب نحو 3-4 ساعات يومياً خلال رمضان، وأقود دراجتي لمسافة 100كم تقريباً في كل رحلة، أي نحو 600كم في الأسبوع.

 

هناك عدد من المكونات المختلفة في نمط حياتي التي تتعين عليَّ مراقبتها للحفاظ على مستوى لياقتي وصحتي. أولاً، التغذية وتناول كميات كافية من الماء. سواء كان الأمر متعلقاً بعدد الوجبات التي أتناولها خلال اليوم، أو أنواع الأطعمة التي أتناولها أو تلك التي أتجنبها؛ فأنا أسعى إلى مواصلة تناول 3 وجبات في اليوم، والتركيز على الكربوهيدرات التي تمثل خير مصدر للطاقة خلال التدريب. كما أحرص على تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام قبل النوم لتجنب التعب في اليوم التالي خلال التدريب. وفضلاً عن الطعام، أحرص على استهلاك الكمية الموصى بها من الماء، والتي تبلغ 3 إلى 4 لترات من الماء يومياً، وذلك لضمان تمكُني من العمل على النحو الأمثل.

 

كما يعدّ النوم أحد أهم الأشياء إلى جانب التغذية والماء، إذ يساعد النوم 7 -8 ساعات يومياً على الحفاظ على صحة الجسم. ولكوني دراجاً محترفاً، من المهم أن يحظى جسمي بقسط من الراحة للتعافي بعد التدريب والسباقات.

 

وأخيراً، يمكِّنني رمضان من قضاء المزيد من الوقت في بلادي الإمارات، حيث أحظى بفرصة مشاهدة مشاعر الفرح التي نجلبها لجمهورنا في دولة الإمارات بفضل فوزنا في السباقات واعتلائنا منصات التتويج، الأمر الذي يلهمني على الصعيد الشخصي كدراج محترف، ويدفعني إلى إلهام الجيل المقبل من الدراجين في دولة الإمارات ومدّهم بالدعم والتوجيه لرفع اسم الإمارات عالياً على المسرح العالمي، إذ يمثل ارتداء قميص فريق الإمارات شرفاً عظيماً لنا.