تاديج بوجاكار – بعيون ماجليا روزا

تاديج – هل تجد الكلمات التي تصف فيها تجربتك وشعورك اليوم باعتبارك الفائز بسباق جيرو دا إيطاليا؟

“بصراحة، لا أدري ماذا جرى حتى الآن. أعتقد أنني سأتمالك نفسي بمجرد عودتي إلى المنزل وقضاء بعض الوقت في التعافي في غضون أسبوع أو أكثر؛ فهذه هي المرة الأولى لي في روما، المدينة الرائعة، والآن أرتدي القميص الوردي بعد فوز بريموز العام الماضي. لدي شعور مذهل بأن يحقق اثنان من السلوفينيين الفوز بسباق جيرو على التوالي، فنحن كسلوفينيين، لم نتخيل ذلك أبداً، لذلك نشعر بالفخر الشديد ونواصل السعي لمزيد من التحسين.”

إذا عدنا للوراء عند خط البداية في المرحلة الأولى – هل جال بخاطرك يوماً الفوز بالتصنيف العام بفارق 9 دقائق و56 ثانية، وتحقيق الفوز في 6 مراحل، وقضاء 20 يوماً مرتدياً القميص الوردي؟

“لا لم أكن أتخيل ذلك. هذا السباق سباق تاريخي له أهميته، ودخلنا منافسات مع بعض أفضل الدراجين في العالم. ولكن كان إيماني عميق وثقتي كبيرة في زملائي وأننا قادرين على تحقيق نتيجة قوية خلال الأسابيع الثلاثة من السباق؛ لكن الفوز بهذا الشكل الذي حدث والعمل في تناغم بهذه الصورة، لم أكن أتخيله أبداً. لقد كان شعوراً جميلاً.”

طوال مدة سباق جيرو دا إيطاليا، ظهرت بأداء مميز يعد من أفضل متسويات الأداء في السباقات التي رأيناها على الإطلاق في سباقات طواف جراند تور. إذا قيل لك أن تختار لحظة واحدة تراها مميزة عن بقية اللحظات، فما هي تلك اللحظة؟

“كلما زادت خبرتك، كلما حصلت على الأفضل في كل سباق. فالدراج يتطور من سباق للآخر، خاصة عندما تستمر السباقات لمدة ثلاثة أسابيع. أرى أنه من الصعب اختيار لحظة واحدة، فهناك العديد من اللحظات الخاصة، سواء مع زملائي في الفريق، أو مع الجماهير أو المنافسين. لقد كان سباقاً جميلاً فيه الكثير من اللحظات الجميلة وأتمنى أن نعيشه من جديد في المستقبل.”

من الواضح أن تلك الفترة كانت مميزة للغاية بالنسبة لك. كيف تلخص الأسابيع الثلاثة؟

“كانت لحظة وتجربة رائعة مليئة بأجواء مميزة، حيث زحف لها المشجعون من جميع أنحاء العالم، مع الكثير من المشجعين السلوفينيين كذلك، وهو ما جعلني أستمتع بهذه المشاعر الغامرة. لقد كان الأمر رائعاً للغاية ومميزاً، ويضاف إليه نجاح التنظيم، وهو ما منحني مع الفريق شعوراً ممتعاً. وبشكل عام، كانت تجربة رائعة حقاً.”

إذا رجعنا إلى المرحلة الحاسمة من البطولة– ذكرت قبل ذلك أن هذه المرحلة على وجه الخصوص هي المرحلة التي قمتم بتحديدها جميعاً منذ عدة أشهر وعبرتم عن رغبتكم في تحقيق النصر بها. اذكر لي مدى روعة هذه المرحلة التي فزت بها على جبال ليفينو؟

“بالنسبة لي ولجميع اللاعبين مثلَ الفوز بهذه المرحلة لحظة مذهلة. وعلى الرغم من صعوبتها الشديدة، لاسيما مع وجود بعض اللاعبين الأقوياء في المجموعات المنطلقة، إلا أن زملائي في الفريق قاموا بعمل رائع للحفاظ على تلك المجموعات تحت السيطرة، وبعد ذلك بذل رافا (مايكا) جهداً كبيراً لمساعدتي، وبذلت بدوري ما في وسعي لتحقيق الفوز. والآن أنا سعيد للغاية لأنني تمكنت من الفوز بالمرحلة الحاسمة في ليفينو، وهو أحد الأماكن المفضلة لدي في إيطاليا.”

كما تعلم، لا يمكن الفوز بطواف جراند تور دون وجود فريق من الدراجين من حولك. كيف تصف الجهد الذي بذله كل متسابق في التعاون في المراحل القاسية حتى تحقق الفوز بالسباق في نهاية المطاف؟

“لم يكن لأحقق هذا الإنجاز بدون زملائي في الفريق. وأرى جيرو دا إيطاليا بالطريقة التي يتعاون بها زملائي كل يوم بمثابة فوز لنا جميعاً، وهذا يشمل أيضا الفريق الإداري والفريق الفني. إنهم الأفضل على الإطلاق، فعلى مدار ثلاثة أسابيع، مدوا لنا يد العون والخبرة بصورة مذهلة.”

ظهر فريق الدراجين الذي كان بجانبك بصورة جيدة وكأنهم يكملون بعضهم البعض، سواء كان ذلك من خلال التحكم في المجموعة الرئيسية، أو إدارة الاستراحة، أو مساعدتك في تحقيق انطلاقاتك المميزة؛ كيف تصف شعورك وقد فزت بثقة وإيمان جميع زملائك في الفريق والتزامهم بمواصلة العمل الجاد كل يوم؟

“كان لدينا في السباق مجموعة قوية جداً من الدراجين، حيث شاركنا معاً فيما سبق في سباقات مختلفة، لذلك كنا ندرك مهارات ونقاط قوة بعضنا البعض وواصلنا الضغط بقوة في كل يوم في محاولة لتحقيق هدفنا. أشعر بالسعادة وأنا على دراجتي مع زملائي في الفريق، وأحب أن أكون معهم في السباقات وخارجها؛ لذلك فهي لحظات خاصة بالنسبة لنا جميعاً.”

في المرحلة 20، انتهى السباق على قمة مونتي غرابا؛ وهذه المرحلة كانت مهمة بالنسبة لك، وشعرت أنك مدين لزملائك في الفريق والمشجعين بعد الأداء الساحر الذي قدمته في نسخة جيرو هذا العام. هل لك أن تشاركنا أسباب أهمية هذه المرحلة بالنسبة لك وكيف كان شعورك عقب الفوز بهذه المرحلة؟

“لقد كانت مرحلة مميزة بالنسبة لي؛ فكان ما يشغلني هو تحقيق الفوز لجميع زملائي في الفريق وللفريق الذي بذل الكثير في هذه البطولة. شعرت حينها أننا نستحق الوصول إلى لحظة مذهلة مثل هذه بعد قضاء ثلاثة أسابيع صعبة من السباق. وربما يعلم البعض أنه ليس من السهل ارتداء القميص الوردي لوقت طويل، لذلك أردت التأكيد على إنهاء هذه البطولة بأفضل طريقة ممكنة؛ وأنا سعيد جداً بما حققناه وفخور بالأداء الذي ظهرنا به.”

ربما لم تكن تتسابق على دراجتك بدعم من زملائك في الفريق فحسب، بل بدعم كبير أيضاً من المشجعين الإيطاليين والسلوفينيين الذين بدوا وكأنهم معك في كل خطوة تخطوها على الطريق. هل شعرت بهذا الدعم المذهل أثناء السباق وكيف يدفعك ذلك لمواصلة الأداء المتميز؟ 

“لقد كانت تجربة لا تصدق امتدت لثلاثة أسابيع في إيطاليا. كل شيء كان لا يصدق، بدءاً من المشجعون الحماسيين، والسباق المثير؛ شعرت بالسعادة بسبب المستوى الجيد الذي ظهرت به، والطريقة التي سار بها سباق جيرو. لقد كان سباقاً مميزاً. كان هناك الكثير من الأطفال والمشجعين طوال السباق، حتى في بعض المسارات التي بلغت 200 كيلومتر. شعرت بسعادة غامرة برؤية هذه الحماسة، وأتذكر أيام خاصة كذلك اليوم في مسار مونتي غرابا والموقف الذي حدث مع الصبي الصغير وزجاجة المياه؛ مثل هذه المواقف تلخص جمال رياضتنا. لقد كانت لحظة جميلة للغاية.”

مع بدء استيعابك لهذا الإنجاز الكبير، كيف ستبدو الأسابيع القليلة المقبلة بالنسبة لتاديج بوجاكار؟ هل ستقضيها في الراحة والتعافي المستحق مع المقربين منك؟ أم ستركز الآن بشكل كامل على إدارة جدول التدريب قبل الطواف؟

“سأسحصل حالياً على بضعة أيام للاسترخاء، ثم أعاود التدريب والبدء من جديد ببطء لمحاولة الحفاظ على مستواي وتحقيق ميد من التحسن قدر الإمكان. لقد ظللت بعيداً عن بيتي لفترة طويلة الآن، لذلك من الضروري قضاء بعض الوقت في منزلي والتوقف عن العمل لفترة وجيزة. سنرى كيف سيكون شعوري عندما أبدأ مجدداً في العودة للدراجة.”

وأنت تتطلع إلى الطواف، ما هو حجم الثقة الذي تشعر أنك اكتسبته من الأسابيع الثلاثة الأخيرة من السباق في إيطاليا وتتطلع إلى الاستمرار بهذا المستوى أثناء مشاركتك في أكبر سباق في الموسم؟

“شعرت كدراج بالقوة والراحة الفائقة خلال الأسابيع الثلاثة التي قضيتها في السباق على الدراجة. شعرت أنني في المكان الذي أريد أن أكون فيه حتى أحصل على مزيد من الثقة بعدما شعرت به على الدراجة وبأدائي بشكل عام. ربما بعد حصولي على راحة كافية سأحاول العمل على تحسين هذا الشعور؛ أشعر أنني أسير بشكل جيد نحو الجزء التالي من الموسم.

لكن الأمر لا يتعلق بالطواف فقط. صحيح أن سباق جيرو قد أعجبني، لكن تحقيق التوازن بين إدارة الحياة وإيجاد السعادة أمر مهم أيضاً. لا أعتقد أنه من الصعب أن يكون لدي هدف واحد كبير فقط لهذا الموسم. فالأفضل أن يكون لدي برنامج متنوع وأن أستمر في الموسم بقوة، والاستمتاع بحياة جيدة إلى جانب السباقات.”

أخيراً، نرجو منك توجيه كلمة للجماهير هنا في دولة الإمارات ممن قاموا بدعم الفريق بشكل كبير طوال الموسم، وخاصة طوال سباق جيرو. ماذا تقول لهم؟

“عندما صعدت على منصة التتويج في روما، كنت ملفوفاً بعلم سلوفينيا وعلم دولة الإمارات. لقد شعرنا بدعم جميع جماهيرنا في دولة الإمارات طوال الموسم، وهذا ما حدث أيضاً طوال سباق جيرو. أشعر بالفخر العظيم لتمثيلي دولة الإمارات العربية المتحدة، وسنواصل العمل والمثابرة هذا الموسم لأجل جميع جماهيرنا.”