إيزاك ديل تورو يحقق فوزًا رائعًا في المرحلة السابعة عشرة من جيرو دي إيطاليا

قدّم إيزاك ديل تورو أداءً استثنائيًا في المرحلة السابعة عشرة من جيرو دي إيطاليا، حيث نجح في الرد بقوة على ضغوط منافسيه، محققًا فوزًا باهرًا ومعززًا صدارته مرتديًا القميص الوردي. وجاء هذا الانتصار ليؤكد عزيمته الكبيرة، خاصة بعد تعرضه لخسائر زمنية في المرحلة السابقة، إذ أظهر الشاب البالغ من العمر 21 عامًا قدرًا عاليًا من الشجاعة والإصرار، وقلب المعادلة لصالحه في الكيلومترات الحاسمة من سباق يوم الأربعاء.

وتمكّن الدراج المكسيكي من تجاوز هجمات منافسيه على منصة التتويج في وقت مبكر من المرحلة، قبل أن يوجه ضربة قاضية بهجوم حاسم على الصعود الأخير لليوم. ثم واصل ديل تورو تفوقه مبتعدًا عن رومان بارديه (فريق بيكنيك بوست إن إل) وريتشارد كاراباز (فريق إي إف إديوكيشن–إيزي بوست) في الطريق نحو خط النهاية. وبوصوله منفردًا إلى بورميو، توّج ديل تورو بفوزه الأول في إحدى مراحل الطوافات الكبرى، ليكتب بذلك فصلًا جديدًا ومشرقًا في مسيرته الاحترافية الواعدة.

وبهذا الانتصار، سجّل متصدر السباق الفوز رقم أربعين لفريق الإمارات-إكس آر جي خلال الموسم الحالي، ودخل التاريخ كأول مكسيكي يحقق فوزًا في إحدى مراحل جيرو دي إيطاليا منذ 23 عامًا، وثاني مكسيكي فقط يحقق هذا الإنجاز على الإطلاق. وقدّم الفريق الإماراتي أداءً تكتيكيًا عالي المستوى، حيث أحاط بالقميص الوردي مجموعة قوية من الدراجين، وأحكم سيطرته على مجريات المرحلة، مما مهد الطريق لانقضاض ديل تورو على الفوز في اللحظات الحاسمة.

وعند وصوله إلى خط النهاية، استقبل ديل تورو زميله رافاو ماجكا وسط مشاعر غامرة من الذهول والانتصار، غير مصدّق تمامًا ما أنجزه للتو. وفي تصريحاته أمام الكاميرات التلفزيونية عقب السباق، أوضح بطل المرحلة السابعة عشرة أن فكرة الهجوم المتأخر كانت جزءًا من استراتيجيته منذ البداية.

وصرح ديل تورو قائلًا: “أريد أن أتخيل [جيرو] هكذا. حتى الآن، كانت جيدة جداً. أعتقد أن هذه منصة التتويج الثالثة أو الرابعة لي في هذا الجيرو. إنه أمر لا يصدق.

“الجميع يريد هذا واليوم أدركت أنني لن أستسلم أبداً، وسأبقى دائماً خطوة أمام الآخرين، وسأحاول دائماً. ليس لدي ما أخسره واليوم لم يكن أسهل من الأمس، لكن بالتأكيد لدي عقلية أفضل.

الجميع يسعى لتحقيق هذا الهدف، واليوم تأكدت من أنني لن أستسلم أبداً، وسأظل دوماً متقدماً بخطوة، وسأواصل المحاولة بكل قوة. ليس لدي ما أخسره، واليوم لم يكن أسهل من الأمس، لكني أمتلك عقلية أقوى بكثير.

“لقد توقعت مع الفريق حدوث مثل هذا الهجوم [لهجوم ريتشارد كاراباز على مورتيولو]، وبالطبع لا يمكن السماح لجميع المتسابقين في التصنيف العام بالابتعاد. توجهت نحوهم بحذر، تحكمت في وتيرتي، ووضعت بعض الضغط على المنافسين الآخرين بعد النزول، ثم ركزت على الاسترخاء والتعافي، لأن هذا بالطبع كان مرحلة صعبة.”

“وضعنا هذا الخطة مع الفريق، وقد منحني الفريق كامل الثقة للمضي قدماً بكل قوة. كان الهجوم في الصعود الأخير هو الخطة المرسومة.”

وفي مراحل متقدمة من السباق، كان من المتوقع أن يسعى منافسو ديل تورو إلى تكثيف الضغط عليه. ففي المرحلة السادسة عشرة، فقد المكسيكي بعض الوقت أمام كل من كاراباز وسيمون ييتس (فريق فيسما-ليز آيه بايك) خلال الصعود النهائي للخط النهاية على القمة، مما يمهد لمواجهة حاسمة أخرى مرتقبة يوم الأربعاء بعد الظهر.

وفي المقابل، أرسل فريقا فيسما-ليز آيه بايك وفريق إي إف إديوكيشن–إيزي بوست دراجين من الصفوف الخلفية في المجموعة المتقدمة للمرحلة، في محاولة لإحداث الفوضى في سباق الفوز بالقميص الوردي. ومن جانبه، حرص فريق الإمارات – إكس آر جي على حماية زميله براندون ماكنولتي، الذي رد بالمثل من خلال التمركز ضمن مجموعة مكونة من 38 متسابقًا في المجموعة المتقدمة. وكان الأمريكي من بين أقوى المتسابقين في المقدمة، محافظًا على موقعه مع بداية تفكك المجموعة خلال أول طريق صاعد مصنف.

وعند قمة ممر باسّو ديل تونالي، منحت المجموعة الرئيسية بقيادة فريق بولتي فيزيت مالطا هامش للمجموعة المتقدمة تقدّم بلغ ثلاث دقائق، وذلك قبل مواجهة الممر الشرس باسّو ديل مورتيولو الذي يمتد لمسافة 12.7 كيلومترًا بنسبة ارتفاع تدريجي تصل إلى 7.6%..

وفي الجزء العلوي من تسلق مورتيولو، كان ديل تورو مدعومًا بثلاثي قوي يضم إيغور أرييتا وآدم ييتس ورافاو ماجكا. لكن كاراباز لم يرضَ بالبقاء في الظل، فبطل جيرو دي إيطاليا لعام 2019 استغل الفرصة وشنّ هجومًا حاسمًا قبل 1.5 كيلومتر من القمة، متقدماً على ديل تورو بحوالي عشر ثوانٍ عند الوصول إلى القمة. أما من جانبه، أظهر ديل تورو نضجًا تكتيكيًا، حيث اختار الحفاظ على طاقته والبقاء خلف ييتس، مدركًا أن الطريق إلى خط النهاية لا يزال طويلاً، وأن المعركة الحقيقية لم تنته بعد.

وخلال النزول من ممر مورتيولو، استعاد ديل تورو دعم كل من آدم ييتس وماجكا، في الوقت الذي كان فيه كاراباز يحاول الاستفادة من زميله جورج ستاينهاوزر لتعزيز موقعه. وفي خطوة تكتيكية، تراجع ماكنولتي من المجموعة المتقدمة لينضم إلى المجموعة. وبفضل عودة ماكنولتي والمستوى المميز الذي قدّمه كل من ييتس وماجكا، تمكنت مجموعة ديل تورو وسيمون ييتس من تقليص الفارق واللحاق بمجموعة كاراباز مع بداية الطريق الصاعد المصنف الأخير في المرحلة.

وعلى منحدر موتي القاسي (3.2 كلم بنسية ارتفاع تدريجي تصل إلى 8%)، قدّم ديل تورو عرضًا مذهلًا أعاد من خلاله تأكيد حضوره، مهاجمًا بقوة قرب القمة بأسلوب جريء لا يفتقر إلى الثقة. ووحده كاراباز تمكن من مجاراته، وظل ملازمًا لعجلته بينما التحقا سريعًا بآخر الناجين من المجموعة المتقدمة، رومان بارديه. وبينما اقتربت المرحلة من نهايتها، نجح الثلاثي في الحفاظ على فارقهم عن المجموعة المطاردة، إلى أن قرر ديل تورو أن الوقت قد حان للانطلاق وحسم الأمور بنفسه.

وعلى مشارف مدينة بورميو، نجح دراج فريق الإمارات – إكس آر جي في اقتلاع الفارق عن منافسيه، محاولاً الوصول إلى خط النهاية منفردًا. وكانت هذه الخطوة محسوبة بدقة من ديل تورو، الذي عبر خط النهاية وحيدًا، موسعًا بذلك الفارق في الصدارة مرتديًا القيمص الوردي. وبالنسبة للمكسيكي، كانت تلك لحظة لا تُنسى، إذ رد بقوة وأثبت أنه جاهز للمنافسة بقوة على لقب جيرو دي إيطاليا هذا العام حتى الوصول إلى روما.

نتائج المرحلة 17 من جيرو دي إيطاليا 2025:

1.إيزاك ديل تورو (فريق الإمارات – إكس آر جي) — 3:58:48

2.رومان بارديه (بيكنيك بوست إن إل) — بفارق 4 ثوانٍ

3.ريتشارد كاراباز (إي إف إديوكيشن – إيزي بوست) — نفس التوقيت

التصنيف العام بعد المرحلة 17 من جيرو دي إيطاليا:

1.إيزاك ديل تورو (فريق الإمارات – إكس آر جي) — 65:30:34

2.ريتشارد كاراباز (إي إف إديوكيشن – إيزي بوست) — +41 ثانية

3.سيمون ييتس (فيسما – ليز آ بايك) — +51 ثانية

9.آدم ييتس (فريق الإمارات – إكس آر جي) — +7:45