News | فريق الأمارات أبريل 11, 2022

باسكال أكرمان يعتلي القمة في بلجيكا

مع اقترابي من آخر 300م في سباق بريدينه كوكسيده، كان تركيزي بأكمله منصباً على تحقيق الفوز. لم أشعر بالذعر، ولم تشب تفكيري شائبة، ولم تكن لدي شكوك بشأن قراري؛ بل واصلت التركيز على الهدف الذي جئت من أجل تحقيقه، والذي سبق أن تمكنت من تحقيقه مرة في مسيرتي الرياضية، لذا لم يكن السباق بالنسبة إليَّ يمثل خطوة إلى المجهول. بعد انطلاقي في الأداء الهجومي في السنوات الماضية في وقت متأخر بعض الشيء من السباق، رأيت الفرصة سانحة هذه المرة قبل 300م من خط النهاية، فانطلقت في سباق السرعة بكل قوتي وتمكنت من تحقيق أول فوز لي بقميص فريق الإمارات.

 

ورغم فوزي السابق في هذا السباق الكلاسيكي، إلا أن لفوزي بقميص فريق الإمارات طعم مميز، وسأبقى فخوراً بهذه اللحظة طوال حياتي. باعتباري دراجاً متخصصاً بسباقات السرعة، يتعين عليّ دائماً التركيز على فوزي التالي، لذا كان الفوز فور انضمامي إلى فريق الإمارات لحظة مذهلة أطمح إلى تكرارها قريباً.

 

انتقلت إلى فريق الإمارات نهاية الموسم الماضي قادماً من فريق بورا-هانزغروي، وكنت أتطلع إلى انطلاق المعسكر التدريبي لأقابل زملائي الجدد في الفريق. لم أكن أعرف معظم الدراجين في الفريق بشكل شخصي، وكانت علاقتي بهم طوال السنوات الماضية تقتصر على تفاعلنا معاً في أثناء السباقات أو بعدها. ومع ذلك، شعرت مع الدراجين الآخرين الجدد بالانتماء إلى هذه العائلة الفريدة في غضون أشهر قليلة فقط، حيث أحسن فريق الإمارات استقبالنا، وبذل الجميع جهودهم للترحيب بنا في عائلة الفريق.

 

قبل انضمامي إلى صفوفه، كان يبدو لي أن فريق الإمارات يتمتع برابطة قوية تجمع بين الدراجين وطاقمي التدريب والدعم. لهذا السبب، إضافة إلى مساره الفريد وإنجازاته المميزة، شعرت أن الفرصة مثالية لاتخاذ هذه الخطوة في مسيرتي الرياضية، وأنا فخور بانضمامي إلى تشكيلة دراجي فريق الإمارات وبكوني جزءاً من هذا المشروع الطموح.
دائماً ما يكون المزاج العام والجو السائد في الفريق مدعوماً بأداء الدراجين. وبفضل البداية الموفقة التي حظي بها الفريق هذا الموسم – 22 فوزاً فضلاً عن اعتلاء منصة التتويج 41 مرة حتى الآن – فإننا نحظى بأجواء رائعة في الفريق، إذ تمكنا من ترسيخ ثقافة الفوز التي تساهم في تقدُّم كل عضو في الفريق. ومع اقترابنا من فترة مزدحمة بالسباقات من الموسم، فإننا جميعاً نتطلع إلى البناء على انطلاقة الفريق القوية بداية الموسم.

 

إلى جانب السباق الذي حققت فيه الفوز، كانت مشاركتي في سباق تيرينو-أدرياتيكو في إيطاليا إحدى أبرز لحظاتي في هذا الموسم؛ إذ تحتَّم علينا أن نتعاون جميعاً لدعم قائد الفريق تادي بوغاتشار وإيصاله إلى مركز متقدم يمكِّنه من تحقيق الفوز في السباق للعام الثاني على التوالي. لم يكن السباق يناسب قدراتي لكونه سباقاً جبلياً، لكن تعين على كل واحد منا أن يبذل جهده وأن يتولى تنفيذ المهمة الموكلة إليه، وكانت مهمتي تتمثل في قيادة المجموعة الرئيسية لمسافة عشرات الكيلومترات للدفاع عن مركزنا. كانت روح الفريق ومشاعر التعاون والاتحاد في أوجها عندما وصلنا إلى خط النهاية، ما يجعل من هذه اللحظة إحدى اللحظات التي سأفخر بها طوال حياتي.

 

لدينا عدة أهداف شخصية وجماعية للسباقات المتبقية من الموسم، فأنا أطمح إلى تحقيق حلمي بالفوز بالبطولة الأوروبية التي تقام في بلادي ألمانيا، لذا سأبذل قصارى جهدي في التدريب بغية تحقيق هذا الحلم والفوز بالسباقات. كما تشمل أهداف الفريق الرئيسية الدفاع عن لقب جولة فرنسا، فقد كان الفوز به في عامين متتاليين إنجازاً مذهلاً، ومن شأن تحقيق فوز ثالث على التوالي في أصعب السباقات في العالم أن يُدخل فريق الإمارات تاريخ رياضة الدراجات من أوسع أبوابه. كما أننا نسعى إلى تحقيق الفوز في جولتي إيطاليا وإسبانيا، وسنعمل جميعاً على مواصلة هذا الموسم بزخم متزايد لتحقيق المزيد من الإنجازات بعد انطلاقتنا القوية بداية الموسم.

 

لقد أذهلني الجمهور بشغفه ودعمه منذ أن انضممت إلى الفريق وقضيت بعض الوقت في دولة الإمارات؛ إذ لا يقتصر شغف الجمهور على الفريق وحده، بل هو شغوف برياضة الدراجات نفسها. وبفضل الرابطة القوية التي تجمع بين جميع دراجي الفريق، فإننا قادرون على مواصلة تحقيق الفوز لإلهام جمهور الفريق في دولة الإمارات.