تاديج بوجاكار يعزز سيطرته على طواف فرنسا بحلوله في المركز الثاني على كول دي لا لوز

ثبت تاديج بوجاكار قبضته على القميص الأصفر ووسّع صدارته في التصنيف العام خلال المرحلة الثامنة عشرة من طواف فرنسا، بعدما أنهى السباق في المركز الثاني خلف الفائز بالمرحلة بن أكونور (جايسو أليولا). ونجح النجم السلوفيني في توسيع الفارق عن منافسه المباشر جوناس فينججارد (فيسما – ليز أيه بايك) خلال آخر 350 متر من السباق.

وقد وصلت المعركة إلى ذروتها على قمة المرتفع المخيف “كول دو لا لوز”، حيث لم تكن الأمتار الأخيرة سهلة على الإطلاق، لكنها منحت بوجاكار الفرصة لتوسيع الفارق، مضيفًا 11 ثانية إلى رصيده بعد احتساب الثواني الزمنية المكافئة. وبذلك، بات نجم فريق الإمارات – إكس آر جي يتصدر التصنيف العام لطواف فرنسا بفارق يقترب من أربع دقائق ونصف، قبل ثلاثة أيام فقط من نهاية السباق.

ورغم تنفيذ فريق فيسما – ليز أيه بايك خطة الهجوم المنتظرة في المرحلة الملكية، إلا أن بوجاكار كان على قدر التحدي وأكثر، مدعومًا بأداء استثنائي من زملائه في فريق الإمارات – إكس آر جي، الذين أثبتوا قيمتهم الذهبية. ويستحق كل من جوناثان نارفايز وآدم ييتس إشادة خاصة، بعدما بقيا إلى جانب النجم السلوفيني طوال معظم صعود المرتقى الختامي.

وقدّم فريق الإمارات عرضًا بطوليًا يعكس إصراره، ليقترب خطوة إضافية من تحقيق لقبه الرابع في طواف فرنسا.

ومع أكثر من 5000 متر من التسلق، شكّلت المرحلة الثامنة عشرة التحدي الأصعب على الإطلاق في نسخة هذا العام من الطواف. فقد واجه الدراجون صعود مرتفعات “كول دو غلاندون” و”كول دو لا مادلين” و”كول دو لا لوز”، بينما حاول فريق فينججارد استغلال هذه التضاريس القاسية لشن هجوم على صدارة بوجاكار.

وبدأ تنفيذ خطة فينججارد بخروج ووت فان آيرت من المجموعة الأمامية سعيًا للانضمام إلى المجموعة المتقدمة للنهار، وهو ما رد عليه فريق الإمارات – إكس آر جي بإرسال تيم ويلينز للهجوم أيضًا. ومن بين البلجيكيين، كان بطل بلجيكا الوطني ويلينز هو من صمد لفترة أطول في مقدمة السباق، حيث حافظ على وتيرته الثابتة خلال النصف الأول من المرحلة، في وقت بدا فيه واضحًا أن مجموعة بوجاكار كانت تتحرك بتأنٍ استعدادًا للعودة القوية من الخلف.

وخلال عبور “كول دو غلاندون” والدخول في الكيلومترات الأولى من صعود “مادلين”، تولى ثلاثي فريق الإمارات – إكس آر جي، نيلس بوليت ومارك سولير وبافيل سيفاكوف، قيادة المجموعة الرئيسية، قبل أن يستحوذ فريق فيسما – ليز أيه بايك على زمام المبادرة على بُعد 15 كيلومترًا من القمة. ومن خلال تيش بينو، فيكتور كامبينارتس وسايمون ييتس، سعى الفريق الهولندي إلى جعل السباق أكثر قسوة، تمهيدًا لهجوم حاسم ومتوقّع من فينججارد، في محاولة لا تقبل القسمة على اثنين.

وفي التوقيت المثالي، أطلق سيب كوس تسارعًا عنيفًا قبل 6 كيلومترات من خط النهاية، ممهّدًا لهجوم ناري من قائده جوناس فينججارد بعد ذلك بنحو 800 متر. ومن هنا، بدأت ملامح السباق تأخذ طابعًا تقليديًا من حيث السيناريو. فالدانماركي لحق بزميله ماتيو يورغنسون المنفصل من المجموعة المتقدمة، وشكّل الثنائي جبهة هجومية أبقت بوجاكار في موقع المطاردة خلفهما عند اجتياز قمة “مادلين”.

سارت الأمور كما هو متوقّع… إلى أن انقلبت المعطيات.

فبعد نزول سريع من الصعود، اتجهت المجموعة الأمامية نحو قاعدة الصعود الأخير إلى “كول دو لا لوز”. لكن في الوادي الرابط بين القمتين، انطلق بن أكونور وآينر روبيو (موفيستار) بهجوم مباغت، ليلتحق بهما ماتيو يورغنسون، مشكّلين ثلاثيًا انفصل سريعًا عن باقي المنافسين وتقدّم بفارق تجاوز الدقيقة. في المقابل، بدأت مجموعة المطاردة التي ضمّت بوجاكار وفينججارد، وبريموش روغليتش (ريد بُل – بورا – هانزغروه) في التباطؤ والتردد، في ظل غياب الدعم من الزملاء القادرين على قيادة وتيرة المطاردة.

ونتيجة لذلك، وعلى الرغم من أن مجموعة بوجاكار وفينججارد كانت قد كسبت أكثر من ثلاث دقائق على المجموعة الخلفية، فإن هذا الفارق الزمني تلاشى سريعًا. لكن بالنسبة لبوجاكار، لم يكن ذلك مدعاة للقلق، إذ عاد ليلتحق بزملائه مارك سولير، وآدم ييتس، وجوناثان نارفايز. وبإدراكه أن دوره في السباق شارف على نهايته لهذا اليوم، تصدّر سولير المشهد على الفور، وبدأ في ضبط الإيقاع على المنحدرات السفلى من صعود “كول دو لا لوز”.

ومع انتهاء دور سولير، حاول سايمون ييتس تمهيد الطريق مجددًا أمام فينججارد لتنفيذ هجوم ثانٍ، على أمل تمرير المهمة لاحقًا إلى كوس عند الحاجة. لكن هنا تحديدًا، انقلبت موازين اليوم لصالح فريق الإمارات – إكس آر جي، حين اندفع جوناثان نارفايز إلى المقدمة بقوة، منهياً سيطرة فيسما – ليز أيه بايك على السباق، وذلك قبل 11.3 كيلومترًا من خط النهاية، في تحوّل حاسم غيّر مجريات المرحلة.

ومن هذه اللحظة فصاعدًا، تولى فريق الإمارات دفة السباق بالكامل، فارضًا إيقاعه بثقة وحزم على بقية المنافسين.

وواصل جوناثان نارفايز أداءه المذهل، ممهّدًا الطريق أمام بوجاكار للوصول إلى آخر 5 كيلومترات من الصعود، قبل أن يتسلّم آدم ييتس المهمة على أكثر منحدرات “كول دو لا لوز” انحدارًا. وبينما راح البريطاني المتألق يدوس بقوة على الدواسات، بدأت الأسماء الكبيرة في التراجع واحدًا تلو الآخر، مثل بريموش روغليتش، وسيب كوس، وفلوريان ليبوفيتز (ريد بُل – بورا – هانزغروه). ومع تصفية الصفوف، تحوّل المشهد إلى مواجهة ثلاثية حاسمة جمعت بوجاكار وفينججارد وطامح منصة التتويج أوسكار أونلي (بيكنك – بوست إن إل).

وفشلت هجمات فينججارد في إسقاط أيٍّ من منافسيه، ومع دخول السباق آخر 500 متر من المرحلة، كان بوجاكار هو من بادر بالهجوم بحثًا عن ضربة قاضية جديدة. وقد أثمر هذا التسارع بالفعل قبل 350 مترًا من خط النهاية، حين تمكّن السلوفيني من ترك كل من فينججارد وأونلي خلفه، منطلقًا منفردًا نحو خط النهاية في عرض قوة جديد يعزز هيمنته على السباق.

ورغم أن الفوز بالمرحلة أفلت من بين يدي بوجاكار بعد تألق بن أكونور في المقدمة، إلا أن السلوفيني خرج راضيًا بما حققه، بعدما نجح في اقتناص مزيد من الثواني من بطل الطواف مرتين، جوناس فينججارد، في خطوة تعزز قبضته على القميص الأصفر قبل المراحل الختامية.

ويقول بوجاكار في تصريح له:” بصراحة، كنت أرغب في الفوز بالمرحلة، لكن بالطبع الأولوية هي للقميص الأصفر. عندما بدأ فريق فيزما الهجوم على كول دو لا ماديلين، ظننت أننا قد نتمكن من المنافسة على الفوز بالمرحلة أيضًا. لكن ربما بالغوا قليلًا في الهجوم، ثم في النزول كانوا سريعين جدًا.

“في النهاية، كانت المجموعة صغيرة جدًا، وبدأوا يهاجمون بعضهم البعض، لذلك لم يكن هناك أي تعاون في الوادي. كنت أنتظر عودة زملائي في الفريق، لكن تلك المجموعة استغرقت وقتًا طويلاً لتلحق بنا.”

“في النهاية، عندما وصلنا إلى أسفل الصعود الأخير، كنت أعتقد أنه عندما تبدأ فيزما بالسحب، فإنهم سيسرعون ويحاولون اللحاق بالمجموعة المتقدمة. لكن أعتقد أن بن كان قويًا بشكل مذهل اليوم، طوال اليوم وعلى الصعود الأخير أيضًا، وقد أدى دوره بشكل ممتاز. فوز المرحلة فاتنا، لكنني سعيد لأنني كنت في حالة جيدة على كول دو لا لوز ولأنني ما زلت أحتفظ بالقميص الأصفر.”

“يبدو الأمر جيدًا جدًا. اليوم كانت المرحلة الملكية، وغدًا هي مرحلة الملكية الثانية. دعونا نواصل القتال ونرى كيف ستسير الأمور. تبقى ثلاث مراحل فقط، وبعدها يمكننا أن نذهب في عطلة.”

 نتائج المرحلة 18 من طواف فرنسا 2025:

1.بن أوكونور (جاكو العلا) 5:03:47

2.تاديج بوجاكار (فريق الإمارات-إكس آر جي) +1:45

3.جوناس فينججارد (فيسما-ليز ايه بايك) +1:54

8.آدم ييتس (فريق الإمارات-إكس آر جي) +3:03

التصنيف العام طواف فرنسا 2025 بعد المرحلة 18:

1.تاديج بوجاكار (فريق الإمارات-إكس آر جي) 66:55:42

2.جوناس فينججارد (فيسما-ليز ايه بايك) +4:26

3.فلوريان ليبوفيتز (ريد بُل-بورا-هانسغروهي) +11:01