تاديج بوجاكار يكتب التاريخ بخامس انتصار على التوالي في طواف لومبارديا

في عرض آخر لا مثيل له بقميص بطل العالم ذي ألوان قوس قزح، فاز السلوفيني تاديج بوجاكار يوم السبت بسباق “إيل لومبارديا” لصالح فريق الإمارات –XRG، مضيفا صفحة جديدة إلى موسم استثنائي له ولفريقه الإماراتي، حيث أضاف هذا الفوز إلى انتصاراته السابقة في طواف فلاندرز ولييج – باستوني – لييج.

وبتحقيقه فوزه الثالث في سباق من فئة “المونومنت” الكلاسيكي خلال هذا الموسم، أصبح بوجاكار ثاني دراج في التاريخ ينجح في الفوز بثلاثة سباقات “مونومنت” في عام واحد، بعد الأسطورة البلجيكي إيدي ميركس، في إنجاز يؤكد مكانته بين أعظم الدراجين عبر العصور. ولم يكن هذا الفوز في بيرغامو مجرد إضافة جديدة إلى رصيده، بل قصة نجاح أخرى من التاريخ يضيفها إلى مسيرته.

فبين انتصاراته في فلاندرز ولييج ولومبارديا، واحتلاله المركز الثالث في ميلانو – سانريمو في مارس، والمركز الثاني في باريس – روبيه في أبريل، أصبح بوجاكار، بصفته بطلا للعالم مرتين متتاليتين، أول دراج في التاريخ يصعد إلى منصة التتويج في جميع سباقات “المونومنت” الخمسة خلال موسم واحد، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي دراج في التاريخ الحديث.

جاءت لحظة الحسم عندما أطلق بوجاكار هجومه الحاسم قبل 34 كيلومترا من خط النهاية. فصعد بقوة مذهلة على المرتفع الأخير المؤدي إلى سيتا ألتا، ثم انطلق في نزوله نحو بيرغامو بسرعة واثقة ليقطع خط النهاية منفرداً، محققاً فوزه الخامس على التوالي في طواف لومبارديا. وبهذا الفوز، عادل الرقم التاريخي لفاوستو كوبي بخمسة انتصارات في طواف لومبارديا، لكن مع تفوق واضح في الاستمرارية، إذ أصبح أول من يحقق هذا الإنجاز في نسخ متتابعة منذ عام 2021، متجاوزا ما فعله كوبي في أربعينيات القرن الماضي.

وبعد عبوره خط النهاية، تحدث بطل العالم عن هذا الموسم الاستثنائي الذي شهد احتفاظه بلقب طواف فرنسا، وفوزه ببطولة أوروبا للمرة الأولى، وتسجيله الانتصار رقم مئة في مسيرته الاحترافية قائلاً:

“الفوز خمس مرات متتالية أمر لا يُصدق. في كل مرة أبدأ هذا السباق، أشعر أن المسار والمنافسة مصممان خصيصاً لي. وفي الوقت نفسه، أمتلك فريقاً رائعاً حولي يجعلنا دائما قادرين على تحقيق الفوز. شكرا لجميع زملائي في الفريق على عملهم العظيم.”

وأضاف:

“قام دومن بعمل مدهش، وكان بافل أيضاً مبهراً اليوم، ثم جاء دور باقي الزملاء في الصعود الأخير، حيث قاموا بحمايتي بشكل مثالي من الخلف. إنه أداء من الطراز الرفيع من الجميع. أقول دائما، منذ سبع سنوات على التوالي، إن هذا أفضل موسم لي حتى الآن، واليوم أستطيع أن أقولها مجددا: هذا هو أفضل موسم في مسيرتي.”

وبهذا الانتصار، رفع فريق الإمارات-XRG رصيده إلى 93 فوزا خلال الموسم، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 85 فوزا الذي حققه فريق كولومبيا-إتش تي سي عام 2009، في تأكيد جديد على هيمنة الفريق الإماراتي على المشهد العالمي للدراجات.

وتحت شمس خريف لومبارديا، قدم زميله إسحاق ديل تورو أداءً رائعاً أنهى به السباق في المركز الخامس، فيما جاء البلجيكي ريمكو إيفينبول (من فريق سودال كويك ستيب) في المركز الثاني. وفي المقابل، كان السباق أيضا مناسبة لوداع الدراج البولندي رافال مايجكا، الذي أنهى مسيرته الاحترافية التي استمرت خمسة عشر عاماً.

أمضى مايجكا المواسم الخمسة الأخيرة مع فريق الإمارات-XRG، حيث لعب دوراً محورياً في انتصارات بوجاكار في طوافي إيطاليا وفرنسا. ويملك البولندي سجلاً زاخرا يضم ثلاث مراحل في طواف فرنسا، وفوزين في تصنيف ملك الجبال في الطواف نفسه، إضافة إلى مرحلتين في طواف إسبانيا. وكان مايجكا قائداً بارعاً وزميلاً وفياً، جمع بين الخبرة والروح الجماعية، وأصبح خلال سنواته الأخيرة مع الفريق أحد العناصر الأساسية التي ساهمت في تصدر فريق الإمارات تصنيف الاتحاد الدولي للدراجات   لثلاثة مواسم متتالية.

وكان مايجكا قد عُرف داخل الفريق كمرشد للدراجين الشباب، ومساعد يمكن الاعتماد عليه في أحلك الظروف، ودراج قادر على مجاراة الأفضل في أكثر التضاريس صعوبة. أنهى مسيرته بأداء رائع آخر في خدمة بوجاكار يوم السبت، وغادر مضمار المنافسة وسط تقدير كبير من جميع زملائه وأفراد الفريق الذين احتفلوا به في نهاية السباق.

وجاء فوز بوجاكار ثمرة عمل تكتيكي متقن وجهد جماعي مميز من زملائه الذين حرصوا على جعل السباق صعباً منذ مراحله الأولى. في وقت مبكر من اليوم، انفصلت مجموعة مكونة من 12 دراجا عن المجموعة الرئيسية، وضمت أسماء مثل كوين سيمونز (ليدل – تريك) وبيلو بيلباو (بحرين فيكتورياس)، لكن فريق الإمارات حافظ على الفارق تحت السيطرة طوال الوقت.

قاد دومن نوفاك ورافال مايجكا وبافل سيفاكوف وتيرة السباق بثبات طوال اليوم، وفي الصعود قبل الأخير أطلق الفريق العنان لقائده بوجاكار. كان كوين سيمونز آخر من تبقى من المجموعة المنفصلة، لكن بوجاكار لحق به سريعاً وتجاوزه بقوة، ليبدأ مسيرته المنفردة نحو المجد على مسافة 34 كيلومتراً من النهاية، بينما تولى زملاؤه إسحاق ديل تورو وجاي فاين وآدم ييتس مهمة السيطرة على محاولات المطاردة من الخلف.

بفضل هذا التنظيم الرائع، لم تنجح أي محاولة للحاق بالقائد السلوفيني، ووصل معظم الدراجين العشرين الأوائل إلى صعود كولي أبيرتو في بيرغامو وهم مرهقون تماماً. ديل تورو، في أول مشاركة له في السباق، قدم أداءً بطولياً ليحل خامساً، فيما أنهى فاين السباق في المركز التاسع وييتس في المركز الحادي عشر، ما يعكس تفوق الفريق الإماراتي جماعياً وفردياً.

نتائج طواف لومبارديا 2025 جاءت على النحو التالي:

1.تاديج بوجاكار  (فريق الإمارات-XRG) 5:45:53

2.ريمكو إيفينبول (سودال كويك ستيب) +1:48

3.مايكل ستورر (تيودور برو سايكلنج) +3:14

5.إسحاق ديل تورو  (فريق الإمارات – XRG) +4:16

9.جاي فاين (فريق الإمارات – XRG) +4:18

11.آدم ييتس  (فريق الإمارات-XRG) +4:49