جيبونز وفريق الإمارات والسعي نحو القمة

في جنوب إفريقيا حيث ملاعب صباي، اكتسبت رياضات مثل الرجبي والكريكت وألعاب القوى شعبية كبرى بدءاً من الناشئة وحتى تمثيل المنتخبات الوطنية في ساحات الاحتراف. ولكن ماذا عن الدراجات؟ بالطبع لم تكن ضمن القائمة، حيث جرت العادة على النظر إلى ركوب الدراجات كهواية لا كمهنة. أتذكر أن والداي كانا يشاركان في الفعاليات المحلية الخاصة بالدراجات الجبلية، فكنت أشارك في السباقات القصيرة المخصصة للأطفال. فكان ركوب الدراجات هو المتنفس في عطلات نهاية الأسبوع حيث نقضي به وقتنا إذا لم تكن هناك فعاليات رياضية. وأقول بكل صدق أنني لم أكن أعلم عن الفعاليات الاحترافية لركوب الدراجات باستثناء سباق طواف فرنسا.

ومع مرور السنوات واستمراري في الاستمتاع برياضة ركوب الدراجات الجبلية، بدأت في المشاركة في السباقات وصقل الكثير من المهارات التي لازلت اعتمد عليها حتى الآن، لاسيما القدرة على الإسراع والانطلاق. فوجدت في السباقات كصبي صغير السرعة والقوة ومتعة بلا حدود. وعندما بدأت في الانتقال إلى سباقات الطرق أتذكر أن أول ما خطر ببالي حينها أن سباقات الطرق ستكون بلا شك أسهل من سباقات الدراجات الجبلية التي كنت أتنافس فيها؛ لكن الاختلاف الرئيسي بين النوعين هو طول سباقات الطرق والتكتيكات التي تتضمنها.

مرت الأيام والسنوات حتى وصلنا إلى عام 2019، حيث مثلت جنوب إفريقيا في دورة الألعاب الأفريقية. وعلى الرغم من صعوبة المسابقة، أتذكر أنني كنت أحاول الاستمتاع بالتجربة بجميع جوانبها إلى أقصى حد ممكن. كما تمكنت من تحقيق نتائج مميزة في السباق، حيث فزت بسباق الدراجات ضد الساعة الفردي وعلى مستوى الفرق، وهو ما كان حلماً بالنسبة لي. ومثل الفوز بهذه السباقات في المغرب حدثاً خاصاً جداً في حياتي، حيث نلت شرف تمثيل الدولة وحصلت على ذهبيتين، وهو ما أعطى لهذا السباق طعماً مميزاً وأصبح محفوراً في الذاكرة.

ثم جاءت نسخة 2021 من دورة الألعاب الأفريقية، فانصب جل تركيزي على الفوز بالميدالية الذهبية في سباق الطرق، على الرغم من صعوبة هذا الهدف حيث حصلت على المركز الثاني في عام 2019. لكن هذه النسخة كانت مختلفة نظراً لما تلقيته من دعم وثقة وتحفيز من فريق الإمارات، وكنت قد أنهيت للتو مجموعة متميزة من السباقات في الكلاسيكيات البلجيكية، فقدمت مستوى جيد… وحققت نتائج أفضل في نهاية السباق! وكان الفوز بجميع الميداليات الذهبية الأربع في الألعاب الأفريقية أمراً خيالياً لم يخطر على بالي فتحول الأسبوع بأكمله إلى تجربة خاصة تجاوزت كافة توقعاتي، ولهذا ستظل رحلة لن أنساها وأعتز بها إلى الأبد.

والآن وبالتركيز على الموسم الجديد في 2023 وفريق الإمارات، فقد حققنا نتائج مبهرة في بداية هذا الموسم، ويمكننا القول بإننا أفضل فريق في العالم حيث نحقق النتائج التي تثبت ذلك. ومن بين أبرز المحطات التي تحضرني الآن هي كافة السباقات التي نافس فيها بوجاكار هذا الموسم إلى جانب الأداء المميز لأدم ييتس على جبل حفيت. ويمكننا القول أن تاديج بوجاكار هو أعظم دراج في جيلنا، ونحن محظوظون حقاً أن نكون زملاءه في الفريق. كما قدم أدم ييتس أداءً رائعاً في المرحلة الأخيرة من سباق طواف الإمارات.

وعلى المستوى الشخصي، تغير دوري نسبياً في موسم 2023 وأصبحت أؤدي دوراً داعماً بالكامل مع باسكال أكرمان. ولا زلت بطبيعة الحال لدي الطموح الكبير وأحلم بتحقيق نتائج جيدة كلما أمكنني ذلك، ولكن إذا كان بإمكاني لعب الدور المناسب في فوز الفريق، فيسرني ذلك أيضاً، ففي جميع السباقات التي نافست فيها حتى الآن، فاز الفريق إما بالتصنيف على مستوى الفرق، أو فاز بمرحلة في السباق أو على الأقل وصل إلى منصة التتويج، ولهذا الأمر أعتقد أنها كانت بداية رائعة.

وفي سباق طواف فرنسا 2023 نركز كفريق واحد بشكل كبير على الفوز بالسباق، بالإضافة إلى العديد من السباقات الأخرى على مدار العام، ونسعى جاهدين لتحقيق هدفنا لنكون أفضل فريق في العالم وأن نحصل على أكبر عدد من نقاط الاتحاد الدولي للدراجات، وهو هدف طموح للغاية … لكن لدينا المواهب اللازمة والإرادة للمضي قدماً لتحقيقه!

وفي الختام أتقدم بالشكر الجزيل لمشجعينا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأقول لهم أنني أتشرف أن أكون جزءاً من هذا الفريق وأتشرف كذلك بحماسة دعمكم لنا، ونقدر لكم ذلك كثيراً ونفخر بتمثيلكم جميعاً في فريق الإمارات.