شيورد باكس يستعرض أداء فريق الإمارات المبهر في مسابقات كوبلد كلاسيكس

استغرق انضمامي إلى فريق الإمارات بعض الوقت، لكنني انضممت إليه في نهاية المطاف. بدأت القصة قبل عامين عندما بدأ الفريق في متابعتي على خلفية الموسم المميز الذي قدمته في بعض السباقات الإقليمية. ولحس الحظ، فقد ظهرت بلياقة وصحة عالية وأديت أداءً جيدًا، لكن المشكلة كانت أنني كنت قد وقعت للتو مع فريق آخر، وهو ما حال دون انتقالي إلى فريق الإمارات لمدة عام إضافي، والآن أصبحت ضمن الفريق وسعيد بذلك حقاً.

ولأني الدراج الوحيد في الفريق من هولندا، أتذكر أنني شعرت بالتوتر الشديد عندما انضممت للفريق، لكن هذا التوتر سرعان ما زال خلال المعسكر التدريبي التحضيري الذي أقمناه في إسبانيا، حيث سمح لجميع الدراجين الجدد بالتعرف على المجموعة بأكملها وطاقم التدريب. وأتذكر أنني فوجئت بعد الاجتماع الأول للفريق بأن معظم اللاعبين قد سمعوا بي، وكانوا جميعًا متواضعين للغاية ومهتمين برحلتي، ومصممون على الأداء الجماعي الجيد في الأسابيع والأشهر المقبلة. كما كان مستوى المعسكر التدريبي مرتفعًا بشكل لا يصدق؛ فعلى الرغم من أنني اعتدت أن أكون أحد أفضل الدراجين أداءً في الطرق الصاعدة مع فرقي السابقة، شعرت مع فريق الإمارات بحاجتي للوصول إلى مستويات جديدة لمجرد التنافس مع رفاقي في الفريق.

وكانت سباقات كوبلد كلاسيكس من أبرز الأحداث في الموسم حتى الآن، سواء على المستوى الشخصي أو بالنسبة للفريق. فقد تمكنت من تقديم أداء جيد في سباق باريس روبيو أو ما يعرف باسم “جحيم الشمال”، وهو وصف مناسب لهذه السباقات نظراً لصعوبتها الشديدة. ولأنني أدرك إمكانياتي كدراج ولدي ثقة في قدراتي، كان احتلال المركز الثالث عشر والتواجد هناك مع كبار الدراجين أمرًا رائعاً، فكانت الأجواء مميزة وكان الوصول إلى خط النهاية في ميدان السباق تجربة لا تتكرر في العمر، سأظل معتزاً بها إلى الأبد.

ومنها إلى طواف فلاندرز الذي أخرج واحدة من أكثر العروض إثارة في ذاكرة ركوب الدراجات الحديثة بفضل ما قدمه تاديج بوجاكار. لقد كانت تجربة لا تُنسى حيث كان الهدف واضحاً بالنسبة للفريق، فالجميع كان حريصاً على دعم تاديج للفوز بالسباق. لقد حفزنا العمل الجماعي والتصميم على دعمه وبذل أقصى ما لدينا، وفي النهاية فعل تاديج شيئًا قد لا نراه أبدًا مرة أخرى.

وبشكل عام، أعتقد كفريق واحد أنها كانت واحدة من أفضل سنواتنا على مدار سباقات كوبلد كلاسيكس بأكملها. وعلى الرغم من أن الفوز بطواف فلاندرز يعد أحد أبرز الأحداث في ركوب الدراجات، إلا أننا أظهرنا أداءً مميزاً وأثبتنا أننا قادرين على المنافسة في جميع السباقات تقريبًا، وتمكن العديد من زملائنا من تحقيق نتائج قوية. لقد كانا حقاً شهرين مميزين لا يمكن نسيانهما، أضافا إلي المزيد من الرغبة في تقديم أداء أفضل للفريق في الموسم المقبل.

وبالنظر إلى ما تبقى من العام، يتحول تركيزي الفوري إلى سباق أمستل جولد في موطني، وهو سباق بنكهة خاصة حيث أرى فيه العديد من الأصدقاء وأفراد العائلة وهم قادمين لدعمي. ولدينا في هذا السباق مجموعة قوية للمنافسة على الفوز، لذلك نحن واثقون من تقديم أداء قوي إذا قدمنا جميعًا أفضل ما لدينا. ومن هنا، أتمنى أن أتنافس في طواف جراند في وقت ما هذا الموسم، قبل أن أنهي العام مع مجموعة السباقات الإيطالية، حيث من المتوقع أن يكون موسمًا لا يُنسى!

أما من منظور الفريق، فإن طواف فرنسا هو الهدف النهائي الذي نسعى جميعًا لتحقيقه بشكل جماعي، فهو أحد أكبر سباقات الدراجات في العالم، وبصفتنا واحد من أفضل الفرق في الساحة، فإننا بالتأكيد نضع النصر صوب أعيينا، لاسيما وأننا قد بدأنا بداية قوية في عام 2023، لذلك نتطلع إلى مواصلة التحسين والاستمرار في التقدم نحو منصات التتويج والفوز بالسباق.

إلى جمهورنا العزيز وشركائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، نتقدم لم بالشكر الجزيل، فأنتم أساس كل شيء يقوم عليه هذا الفريق، ولن نتمكن من تحقيق النجاح بدون دعمكم المستمر لنا.