مستعدون لجولة فرنسا

لقد كانت عودتي إلى الفريق حماسية جداً؛ فبعد العزلة طويلاً في المنزل، أصبحت رؤية زملائي في الفريق على طرق السباقات حول العالم بمثابة حلم، وقد تحقق الآن أخيراً.

لم تكن إجراءات العزل والحجر الصحي سهلة على أحد، لكنها كانت أكثر صعوبة على الدراجين المحترفين، حيث تتطلب مهنتنا قيادة الدراجات والبقاء خارجاً لوقت طويل. وهذا هو تماماً ما نحبه في هذه الرياضة، لذا كان من الصعب علينا أن نتخلى عن ذلك في فترة الحجر، واضطررنا إلى التأقلم وتوجيه تركيزنا على أمور أخرى.

كنت ملتزماً جداً خلال فترة الحجر بجدول تدريباتي، والذي يشمل التدرب في الصباح الباكر خارج البيت قبل وجبة الفطور، ثم جولة تدريب أخرى بعد الظهر تتضمن عدداً من فترات الراحة. لكن الجزء الأصعب كان عدم معرفتي للأهداف التي يتعين عليّ التدرب من أجلها؛ فلم نكن نعرف موعد استئناف موسم السباقات، ولا كيف سيكون جدول السباقات، لهذا لم نتمكن من اختيار ذروة لتدريباتنا كما نفعل دائماً.

وعلى الرغم من كل هذا، كان هنالك بعض الأمور الإيجابية؛ حيث قضيت أغلب فترة الحجر في موناكو مع زوجتي، وكان ذلك رائعاً لأننا لا نتمكن عادةً من قضاء كل هذا الوقت معاً بسبب السباقات والسفر المتواصل.

كما كنت محظوظاً لأنني أعيش في المبنى نفسه مع زملائي تادي بوجاتشار وفاليريو كونتي، ما مكّننا من التواصل دائماً وتشجيع أحدنا الآخر.

لقد سادت أجواء رائعة في الفريق طوال فترة الجائحة، حيث لم يدخر الفريق جهداً في سبيل العناية بصحتنا العقلية والجسدية. وكنا نتواصل معاً عن طريق مجموعة كبيرة على تطبيق واتس أب تجمع بين دراجي وموظفي الفريق بأكمله، ما ساعدنا في التواصل وإجراء النقاشات بشكل مستمر. كان ذلك يساعدني على الحفاظ على التفاؤل والمشاعر الإيجابية وعلى تركيزي خلال التدريب، ويبدو أن هذا كله قد أثمر نظراً إلى مستوى لياقتي الحالي.

كما ساعدني وصولي إلى منصة التتويج في سباق ستراده بيانكه في تعزيز ثقتي بنفسي. كان السباق جميلاً، إلا أنني عانيت من ارتفاع حرارة الطقس بعض الشيء. لكن تجربة القيادة على الحصى كانت رائعة، ولاسيما أن السباق أقيم على طرقات بلادي. أشعر ببعض الحزن بالطبع لأنني لم أتمكن من الفوز بالمركز الأول، لكنني فخور بفوزي بالمركز الثاني الذي توّج جهود الفريق خلال الأسبوع.

أما الآن فأتطلع إلى تحقيق طموحات أخرى هذا الموسم، مثل الدفاع عن لقب البطولة الوطنية الإيطالية، وتقديم أداء قوي مع الفريق في جولة فرنسا.

ومع اقتراب موعد الجولات الكبرى، من المؤسف غياب الجمهور، لكن ذلك لن يؤثر في مجريات السباق، وسنشارك بأقصى طاقاتنا وحماسنا كالمعتاد. سيكون هنالك عدد قليل من الشجعين على جانبي الطريق، فأيام الجمهور الحاشد قد ولت، في هذا العام على الأقل. ولكن من حسن الحظ أنه يمكننا الاستمتاع برياضة الدراجات عبر شاشة التلفزيون، ونأمل أن يتمكن الجميع، ولاسيما جمهورنا في دولة الإمارات، من متابعتنا وتشجيعنا من بيوتهم.

سأشارك بعد أسابيع قليلة في جولة فرنسا للمرة الأولى. لقد تدربت جيداً من أجل هذه اللحظة، وقضيت أسابيع في المعسكر التدريبي بذلت فيها جهوداً حثيثة، والآن حان الوقت لاختبار قدراتي وإبراز مهاراتي في السباقات. سأتمكن بعد المشاركة في جولة فرنسا من الاستمتاع باستراحة، لكنها لن تطول بسبب جدول السباقات المزدحم حتى شهر نوفمبر المقبل.